﴿كذلك﴾ أي : مثل ذلك البيان العجيب ﴿يُبين الله لكم آياته﴾. قال ابْنُ عرفة : قال قبل هذه وبعدها : الآيات، وفي هذه : آياته ؛ لوجهين، الأول : هذه خاصة بالأطفال، وما قبلَها عامة في العبيد والأطفال، فأطلقت الآية، ولم تقيد بالإضافة، وهذه خاصة، فعبّر عنها بلفظ خاص. الثاني : أن الخطاب بما هنا للبالغين، فأسند فيه الحكم إلى الله تعالى، تخويفاً لهم وتشديداً عليهم. هـ. والمتبادر أنه تفنن. قاله المحشي الفاسي. ﴿والله عليمٌ حكيم﴾ فيما أمر ودبر.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٩٦
الإشارة : إنما أمر الله بالاستئذان لئلا يُكشف السر إلى غير أهله ؛ غَيْرَةً منه تعالى على كشف أسرار عباده، وإذا كان غار على كشف سر عبد، فَغَيْرَتُهُ على كشف أسرار ذاته أولى وأحرى، فيجب كتم أسرار الذات عن غير أهله، وكل من خصه الله بسر وجب كتمه إلا على من هو أهل له، وهو من أَعْطَى نفسه وماله، وباعهما لله تعالى. وكل من أُطْلِعَ على سر من أسرار الله أو قضاء من قضائه، ثم استشرف أن يُعْلِم الناس بذلك فهو كذاب. وفي الحِكَم :" استشرافك أن يعلم الخلق بخصوصِيَّتِكَ دليل على عدم صدقك في عبوديتك ". وبالله التوفيق.
٩٨
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٩٦
قلت :" القواعد " : جمع قاعد، بغير تاء ؛ لأنهما من الصفات المختصة بالنساء، كالطالق والحائض، فلا تحتاج إلى تمييز، وهو مبتدأ، و (اللاتي...) إلخ : صفة له، (فليس) : خبر، وأدخلت الفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط من العموم الذي في الألف واللام. و (يرْجُون) : مبني لاتصاله بنون النسوة.