ألاَّ يسجدوا} بالتشديد، أي : فصدّهم عن السبيل لئلا، فحذف الجار، أي : لأجل ألا يسجدوا لله. ويجوز أن تكون " لا " مزيدة، أي : فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا. وقرئ : هلا يسجدون. ومن قرأ بالتخفيف. فالتقدير عنده : ألا يا هؤلاء ؛ اسجدوا، فألاَ للتنبيه، والمنادي محذوف، فمن شدّد لم يقف على ﴿يهتدون﴾، ومن خفف وقف ثم استأنف : ألا يا هؤلاء اسجدوا ﴿لله الذي يُخرجُ الخَبْءَ﴾ ؛ الشيء المخبوء المستور ﴿في السماوات والأرض﴾، قال قتادة : خبء السموات : المطر، وخبء الأرض : النبات. واللفظ أعم من ذلك، ﴿ويعلم ما يُخفون وما يُعلنون﴾ عطف على " يخرج "، إشارة إلى أنه تعالى يُخرج ما في العالم الإنساني من الخفايا، كما يُخرج ما في العالم الكبير من الخبايا.
﴿الله لا إله إلا هو ربُّ العرش العظيم﴾ الذي هو أول الأجرام وأعظمهما. ووصفُ الهدهد عرشَ الله بالعظم تعظيم له بالنسبة إلى سائر ما خلق من السموات والأرض. وفي الخبر :" إن السموات والأرض في جانب العرش كحلقة في فلاة " ووصفه عرش بلقيس تعظيم له بالنسبة إلى عروش أبناء جنسها من الملوك. هذا آخر كلام الهدهد. ثم دلهم على الماء فحفروا وشربوا، وملؤوا الركايا، والله تعالى أعلم.
٢١١


الصفحة التالية
Icon