يقول الحق جل جلاله :﴿ولقد وصَّلْنا لهم﴾ أي : لقريش ولغيرهم، ﴿القولَ﴾ ؛ القرآن، أي : تابعناه موصولاً بعضه ببعض في المواعظ والزواجر، والدعاء إلى الإسلام. قال ابن عطية. وقال ابن عرفة اللُّغَوِي : أي : أنزلناه شيئاً بعد شيء، ليصل بعضه ببعض،
٢٧٣
ليكونوا له أوعى. هـ. وتنزيله كذلك ؛ ليكون أبلغ في التذكير ؛ ولذلك قال :﴿لعلهم يتذكرون﴾ يعني : أن القرآن أتاهم متتابعاً متواصلاً ؛ وعداً، ووعيداً، وقصصاً، وعِبَراً، ومواعظ ؛ ليتذكروا فيفلحوا. وقيل : معنى وصلنا : أبلغنا. وهو أقرب ؛ لتبادر الفهم، وفي البخاري : أي :" بيّنا وأتممنا ". وهو عن ابن عباس. وقال مجاهد : فصّلنا. وقال ابن زيد : وَصَلْنَا خير الدنيا بخير الآخرة، حتى كأنهم عاينوا الآخرة في الدنيا.
الإشارة : تفريق المواعظ في الأيام، شيئاً فشيئاً، أبلغ وأنفع من سردها كلها في يوم واحد. وفي الحديث :" كان ﷺ يَتَخَوَّلُنَا بالموعِظَةِ، مَخَافَة السآمة علينا "، والتخول : التعاهد شيئاً فشيئاً. والله تعالى أعلم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٧٣
قلت :(الذين) : مبتدأ، (وهم به) : خبر.


الصفحة التالية
Icon