﴿إليّ مرجعُكُم﴾، من آمن منكم ومن أشرك، ﴿فأُنبئُكم بما كنتم تعملون﴾ ؛ فأُجازيكم حق جزائكم. وفي ذكر المرجع والوعيد تحذير من متابعتهما على الشرك، وحث على الثبات والاستقامة في الدين. رُوي أن سعد بن أبي وقاص لما أسلم، نذرت أمه ألا تأكل ولا تشرب حتى يرتد، فشكى إلى رسول الله ﷺ، فنزلت هذه الآية والتي في لقمان ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىا أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا﴾ [لقمان : ١٥].
﴿والذين آمنوا﴾ ؛ ثبتوا على الإيمان ﴿وعملوا الصالحات لنُدخِلنّهم في الصالحين﴾ أي : في جملتهم، والصلاح مِن أبلغ صفة المؤمنين، وهو متمني الأنبياء، فقال سليمان عليه السلام :﴿وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ [النمل : ١٩]. وقال يوسف عليه السلام :﴿تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف : ١٠١] أو : في مدخل الصالحين، وهو الجنة.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٩٨
الإشارة : قد وصى الله تعالى بطاعة الوالدين في كل شيء، إلا في شأن التوحيد والتخلص من الشرك الجلي والخفي، فإن ظهر شيخ التربية ومنع الوالدان ولدَهما من صحبته، ليتطهر من شركه، فلا يُطعمها، وسيأتي في لقمان دليل ذلك، إن شاء الله. وبالله التوفيق.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٩٨
٢٩٩


الصفحة التالية
Icon