﴿إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً﴾ : لا يستطيعون أن يرزقوكم شيئاً من الرزق، ﴿فابتغوا عند الله الرزقَ﴾ كُلَّه ؛ فإنه هو الرزاق وحده، لا يرزق غَيْرُهُ. ﴿واعبدوه واشكروا له﴾ أي : متوسلين إلى مطالبكم بعبادته، مقيدين لما خصكم به من النعم بشكره، ﴿إليه تُرجعون﴾، فاستعدوا للقائه بعبادته والشكر له على أنعمه، ﴿وإِن تُكذِّبوا﴾ أي : تكذبوني ﴿فقد كَذَّبَ أُمَمٌ من قبلكم﴾ رُسُلَهم، ﴿وما على الرسول إلا البلاغ المبين﴾ الذي يزول معه الشك. والمعنى : وأن تكذبوني فلا تضرونني بتكذيبكم ؛ فإن الرسل قبلي قد كذبتهم أممهم، وما ضروهم، وإنما ضروا أنفسهم، حيث حلّ بهم العذابُ. وأما الرسول فقد أدى ما عليه حين بلغَ البلاغَ المبين، الذي لم يبق معه شك، حيث اقترن بآيات الله معجزاته. أو : وإن كنت مُكَذِّباً فيما بينكم، فلي في سائر الأنبياء أسوة، حيث كُذَّبُوا، وعلى الرسول أن يُبَلِّغَ، وما عليه أن يصدَّق ولايكذّب.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٠٢


الصفحة التالية
Icon