﴿يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين﴾ أي : لتحيط بهم، أو : هي كالمحيطة بهم، لإحاطة أسبابها بهم من الكفر والمعاصي. واللام للعهد، على وضع الظاهر موضع المضمر ؛ للدلالة على موجب الإحاطة، وهو الكفر، أو الجنس، فيدخل المخاطبون دخولاً أولياً. وتكرير استعاجلهم ؛ لاختلاف ما يترتب على كل واحد، فرتب على الأول حكمة تأخيره، وعلى الثاني تهديهم وزجرهم عنه.
٣٢١
ثم قال تعالى :﴿يوم يغشاهم العذابُ من فوقهم ومن تحت أرجلهم﴾، هذا وقت إحاطتها بهم، أي : تحيط من جميع جوانبهم، كقوله :﴿لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ﴾ [الزمر : ١٦]. ﴿ويقولوا ذُوقوا ما كنتم تعملون﴾ أي : باشروا جزاء أعمالكم.
الإشارة : ما قيل في حق استعجل العذاب من الأنبياء، يقال في حق استعجله من الأولياء، بحيث يؤذيهم ويقول : ليُظهروا ما عندهم، فهذا حمق كبير، ولا بد أن يلحقه وبال ذلك، عاجلاً، أو آجلاً، إما ظاهراً أو باطناً، وقد لا يشعر، وقد يسري ذلك إلى عَقبه، فيصيبه ذلك الوبال، كما أصاب أباه والعياذ بالله من التعرض لأوليائه.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٢١