قال في الحاشية الفاسية : وبالجملة : فخلقُ السموات والأرض ؛ للدلالة على التوحيد بوجودهما، وعلى الآخرة بفنائهما، وانقضاء أجلهما. ثم قال : والحاصل أن خلقه بمقتضى الحكمة يقتضي جزاء أوليائه، وتعذيب أعدائه. وقد نصب تعالى القلب شاهداً ومُنزلاً منزلة الآخرة، والقلب منزلة الدنيا، وكما أن عمل القالب يعود نفعه، إذا فعل الطاعة، على القلب ؛ بالتنوير والتقريب لحضرة الربوبية، ويعود ضرره عليه، إذا فعل ضد ذلك، كما يعرفه أهل القلوب، وأنه مزرعة للقلب، ولا بقاء له، وإنما خلق لقضاء ذلك، فكذلك الدنيا مزرعة للآخرة، وإنما خلقت لذلك، كما يعرفه أهل القلوب والبصائر الصافية السالمة، فاعتبر ذلك. هـ.
﴿وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم﴾ ؛ بالبعث والجزاء ﴿لكافرون﴾ : لجاحدون.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٣١
الإشارة : قد تقدم الكلام على فضل التفكر في آل عمران. وقوله تعالى :﴿إلا بالحق﴾ أي : ما خلق الكائنات إلا بالحق، من الحق إلى الحق، فهي من تجليات الحق، ثابتة بإثباته، ممحوة بأحدية ذاته، فالحق عبارة عن عين الذات عند أهل الحق، فافهم.
٣٣٢
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٣١
قلت : من رفع " عاقبة الذين أساءوا " ؛ فالسوأى منصوب خبر كان، ومن نصب " عاقبة " ؛ فالسُّوأى : مرفوع اسمها، أو : مصدر لأساؤوا. انظر البيضاوي. والسُّوأى : تأنيث أسوأ. و(أن كذبوا) : مفعول من أجله، أو : بدل، على أن معنى (أساءوا) : كفروا.