﴿فاصبرْ﴾ على أذاهم وعدواتهم، ﴿إن وعْدَ الله﴾ بنصرتك، وإظهار دين الإسلام على كل دينٍ، ﴿حقٌ﴾ لابد من إنجازه والوفاء به، ﴿ولا يستخفَّنَّك الذين لا يُوقنون﴾ ؛ لا يحملَنَّك هؤلاء الذين لا يوقنون بالآخرة على الخفّة والعجلة في الرد عليهم، أو : لا يحملنَّك على الخفة والقلق ؛ فزعاً مما يقولون ؛ فإنهم ضُلاَّل، شاكّون، لا يستغرب منهم ذلك. وقرأ يعقوب : بسكون النون ؛ على أنه نون التوكيد الخفيفة.
٣٥٩
الإشارة : فقد بين الله في القرآن ما يحتاج السائرون إليه، من علم الشريعة والطريقة والحقيقة، لمن خاض بحر معانيه وأسراره. ولئن جئتهم بآية، من غوامض أسراره ؛ ليقول أهل الجمود. هذا إلْحَاد وباطل. فاصبر ؛ إن وعد الله بالنصر لأوليائه حق، ولا يحملنك علىالعجلة من لا يقين عنده. وبالله التوفيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، وسلَّم.
٣٦٠
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٥٩


الصفحة التالية
Icon