وإذا غشيهم، ، في حال استشرافهم على بحر الحقيقة، موج من أنوار ملكوته، فكادت تدهشهم، تضرعوا والتجأوا إلى سفينة الشريعة، حتى يتمكنوا فلما نجاهم إلى بر الشريعة، فمنهم مقتصد ؛ معتدل بين جذب وسلوك، بين حقيقة وشريعة، ومنهم : غالبٌ عليه السكر والجذب، ومنهم : غالب عليه الصحو والسلوك. وكلهم أولياء الله، ما ينكرهم ويجحدهم إلا كل ختَّار جاحد. قال القشيري :﴿وإذا غشيهم موج كالظلل﴾ ؛ إذا تلاطمت عليهم أمواجُ بحارالتقدير، تمنوا أن تلفظهم تلك البحارُ إلى سواحل السلامة، فإذا جاء الحقُّ بتحقيق مُناهم عادوا إلى رأس خطاياهم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٨٠
فَكَمْ قدْ جَهِلْتُمْ، ثم عُدْنا بِحِلْمِنَا،
أَحِبَّاءَنَا : كَمْ تَجْهَلُونَ وَنَحْلُمُ!
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٨٠
قلت :(بأي أرض) ؛ قال في المصباح : الأفصح : استعمال " أي " في الشرط والاستفهام بلفظ واحد، للمذكر والمؤنث، وعليه قوله تعالى :﴿فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ﴾ [غافر : ٨١]، وقد تطابق في التذكير والتأنيث، نحو أَيُّ رَجُلٍ، وأي وأية امرأة. وفي الشاذ : بأية أرض تموت. هـ.


الصفحة التالية
Icon