وفي حديث أسماء، عنه ﷺ أنه قال :" إذَا جَمَعَ الله الأَوَّلِينَ والآخِرِين، يوم القيامة، جاء مُنَادٍ يُنادِي بصوت يسمعه الخلائق كلهم : سيعلم أهل الجمع، اليوم، مَنْ أَوْلَى بالكرم، ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، فيقومون، وهم قليل. ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء، فيقومون، وهم قليل، يسرحون جميعاً إلى الجنة. ثم يحاسب سائر الناس " وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ﷺ :" يقول الله - عز وجل - : أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر " قال أبو هريرة : واقرؤوا، إن شئتم :﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين﴾.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٩٢
وقال في " البدور السافرة " : أخرج الترمذي، عن أبي سعيد الخدري ؛ عن النبي ﷺ قال :" إنَّ في الجّنَّة مَائَةَ دَرَجَةٍ، لَوْ أَنَّ العَالَمِينَ اجتَمَعُوا في إحدَاهُنَّ لَوَسعَتْهُمُ " هـ. وقال ابن وهب : أخبرني عبد الرحمن بن زياد أنه سمع عُتبة بن عُبيد، الضبي، يذكر عمن حدَّثه عن النبي ﷺ قال :" إن في الجنة مائة درجة، بين كل درجتين ما بين السماء والأرض، أول درجة منها دورُها وبيوتها وأبوابها وسرُرُها ومغاليقها، من فضة، والدرجة الثانية : دورها وبيوتها وسُرُرها ومغاليقها من ذهب، والدرجة الثالثة : دورها وبيوتها وأبوابها وسُرُرها ومغاليقها من ياقوت ولؤلؤ وزبرجد. وسَبْع وتسعون درجة، لا يعلم ما هي إلا الله تعالى " هـ.
وقيل : المراد بقرة الأعين : النظر إلى وجه الله العظيم. قلت : قرة عين كل واحد : ما كان بغيتَه وهِمَّته في الدنيا، فمن كانت همته القصور والحور، أعطاه ما تقر به عينه من
٣٩٣


الصفحة التالية
Icon