تَطَاوَلَ بُعْدُنَا، يا قومُ، حتى
لقد نَسَجَتْ عليه العنكبوتُ
هـ. ببعض المعنى.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٩٦
أذقناهم ذلك ؛ لعلهم يرجعون إلى الله، في الدنيا ؛ بالتوبة واليقظة. فإن جاء من يُذكِّرهم بالله ؛ من الداعين إلى الله، ثم أعرضوا عنه، فلا أحد أظلم منهم، ولا أعظم جُرماً. إنا من المجرمين منتقمون.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٩٦
يقول الحق جل جلاله :﴿ولقد آتينا موسى الكتابَ﴾ ؛ التوراة ﴿فلا تكن في مِرْيةٍ﴾ ؛ شك ﴿من لقائه﴾ ؛ من لقاء موسى الكتاب، أو : من لقائك موسى ليلة المعراج، أو : يوم القيامة، أو : من لقاء موسى ربَّه في الآخرة، كذا عن النبي ﷺ، ﴿وجعلناه هدى لبني إسرائيل﴾ ؛ وجعلنا الكتاب المنزَّل على موسى عليه السلام هُدىً لقومه، ﴿وجعلنا منهم أئمةً يَهْدُون﴾ الناس، ويدعون إلى الله وإلى ما في التوراة من دين الله وشرائعه، ﴿بأمرنا﴾ إياهم بذلك، أو بتوفيقنا وهدايتنا لمن أردنا هدايته على أيديهم، ﴿لمّا صبروا﴾ على مشاق تعليم العلم والعمل به. أو : على طاعة الله وترك معصيته. وقرأ الأَخَوَان : بكسر اللام، أي : لصبرهم عن الدنيا والزهد فيها. وفيه دليل على أن الصبر ؛ ثمرته إمامة الناس والتقدم في الخير. ﴿وكانوا بآياتنا﴾ ؛ التوراة ﴿يُوقنون﴾ ؛ يعلمون علماً لا يخالجه شك ولا وَهْم ؛ لإمْعانِهم النظر فيها، أو هِبَةٌ من الله تعالى :﴿إن ربك هو يَفْصِلُ﴾ ؛ يقضي ﴿بينهم يومَ القيامة﴾ أي : بين الأنبياء وأممهم، أو : بين المؤمنين والمشركين، ﴿فيما كانوا فيه يختلفون﴾ من الدين، فيظنه المُحِقُّ من المبطل.


الصفحة التالية
Icon