وفي القوت في تفسير الآية : أي : لما جاء الحق أبطل الباطل وأعاده، فأظهر حقيقة الأمر بدءاً وعوداً، أي : كشف ما يبدىء الباطل للابتداء، وما يعيد على العبد من الأحكام، يعني : أن نور الحق يكشف حقيقةَ الباطل وضررَ عاقبته، وقُبحه في ذاته. والله أعلم. هـ. ومَن رُمي بباطل أو بدعة، وهو محقق بالحق، متمسك بالسنة النبوية، فليقل
٩٤
لمَن رماه :﴿إِن ضللتُ فإنما أضل على نفسي..﴾ الآية.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٩٣
قلت :" مُرِيب " : اسم فاعل، من أراب، أي : أتى بريبة، وأربته : أوقعته في الريبة. ونسبة الإرابة إلى الشك مجاز. والمراد : وصفه بالشدة والإظلام، بحيث إنه يوقع في شك آخر.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ولو ترى﴾ يا محمد، أو : يا مَن تصح منه الرؤية، الكفرةَ. ﴿إِذ فَزِعُوا﴾ حين فزعوا عند صيحة البعث، لرأيت أمراً فظيعاً هائلاً، ﴿فلا فَوْتَ﴾ أي : لا مهرب لهم، أو : فلا يفوتون الله ولا يسبقونه. ﴿وأُخذوا﴾ إلى النار ﴿من مكان قريبٍ﴾ من المحشر إلى قعر جنهم. أو : ولو ترى إذ فزعوا عند الموت فلا فوت منه، وأُخذوا من ظهر الأرض إلى بطنها، أو : إذا فزعوا يوم بدر، وأُخذوا من صحراء بدر إلى القليب.


الصفحة التالية
Icon