حال من الفاعل، أو المفعول، أو صفة لمصدر محذوف، ﴿بشيراً﴾ لمَن آمن ﴿ونذيراً﴾ لمَن كفر، ﴿وإِن من أُمَّةٍ إلا خلا فيها نذيرٌ﴾ أي : ما من أمة من الأمم الماضية، قبل أمتك، إلا فيها نذير ؛ نبيّ، أو عالم، يخوفهم. ويقال لأهل كل عصر : أمة. والمراد هنا : أهل العصر. قال ابن عطية : معناه : أن دعوة الله تعالى قد عمَّت جميع الخلق، وإن كان فيهم مَن لم تباشره النِّذارة، فهو ممن بَلَغَته الدعوة، لأن آدم بُعث إلى بنيه، ثم لم تنقطع النذارة إلى وقت محمد صلى الله عليه وسلم. والآية تتضمن أن قريشاً لم يأتهم نذيرٌ، ومعناه : نذيرٌ مباشر، وما ذكر المتكلمون من فرض أصحاب الفترات ونحوهم، فإنما ذلك بالفرض، لا أنه توجد أُمةً لم تعلم أن في الأرض دعوة إلى عبادة الله. هـ.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١١٥
وذكر في الإحياء، في باب التوبة : أنه يشبه أن يكون مَن لم تبلغهم الدعوة في أطراف البلاد، وعاشوا على البله وعدم المعرفة، فلم تكن لهم معرفة، ولا جحود، ولا طاعة، ولا معصية، هم أهل الأعراف ؛ لأنه لا وسيلة تقربهم، ولا جناية تُبعدهم، فما هم من أهل الجنة، ولا من أهل النار، ويُتركون في منزلة بين المنزلتين، ومقام بين المقامين. هـ. وقال ابن مرزوق في شرح حديث هرَقْل : الدين الحق هو الإسلام، وما سواه باطل، عقلاً ونقلاً، فلا عذر لمنتحليه بالإجماع، كان متأولاً مجتهداً، أو مقلداً جاهلاً ؛ لأن أدلة الإسلام واضحة قطعية، ومخالف مقتضاها مخطىء قطعاً. هـ.