وفي بعض الأخبار المرويةِ : أن عَبْداً شهدت أعضاؤه عليه بالزَّلَّة، فتطير شَعرة من جفن عينه، فتشهد له بالشهادة. فيقول الحق تعالى : يا شعرة جَفْنِ عبدي احتَجّي عن عبدي، فتشهد له بالبكاء من خوفه، فيغفر له، وينادي منادٍ : هذا عتيقُ الله بشَعْرَة. هـ.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٥٦
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ولم نشاءُ لطَمَسْنَا على أعيُنِهِم﴾ اليوم، أي : أعميناهم وأذهبنا أبصارهم. والطمس : سد شق العين حتى تعود ممسوخة. ﴿فاستَبَقُوا الصِّرَاطَ﴾ على حذف الجار، وإيصال الفعل، أي : فاستبقوا إلى الطريق الذي اعتادوا سلوكه، وبادَروا إليه ؛ لِما يلحقهم من الخوف، ﴿فأنَّى يُبصرون﴾ فكيف يُبصرون حينئذ من جهة سلوكهم، فيضلون في طريقهم عن بلوغ أملهم.
﴿ولو نشاء لَمَسَخْناهم﴾ قردة، وخنازير، أو حجارة، ﴿على مكانتهم﴾ : على منازلهم، وفي ديارهم، حيث يأمنون من المكاره. والمكانة والمكان واحد، كالمقامة والمقام. ﴿فما استطاعوا مُضيًّا ولا يرجِعُون﴾ فلم يقدروا على ذهاب ومجيء، أو : مُضِياً أمامهم، ولا يرجعون خلفهم. والمعنى : أنهم لكفرهم ونقضهم ما عهد إليهم أحقاء بأن نفعل بهم ذلك، لكنا لم نفعل ؛ لشمول الرحمة لهم، واقتضاء الحكمة إمهالهم.
﴿ومن نُعَمِّرْهُ﴾ نُطِل عمره ﴿نُنكِّسْهُ في الخلقِ﴾ نقلبه فيه. وقرأ عاصم وحمزة
١٥٧


الصفحة التالية
Icon