﴿إِنما أمْرُهُ﴾ شأنه ﴿إِذا أراد شيئاً﴾ بكونه ﴿أن يقولَ له كُن فيكون﴾ فيحدث، أي : فهو كائن موجود، لا محالة. وهو تمثيل لتأثير قدرته في الأشياء، بأمر المطاع للمطيع في حصول المأمور، من غير امتناع وتوقف، من غير أن يحتاج إلى كاف ولا نون، وإنما هو بيان لسرعة الإيجاد، كأنه يقول : كما لا يثقل عليكم قول " كن "، فكذلك لا يصعب على الله إنشاؤكم وإعادتكم. قال الكواشي : ثم أومأ إلى كيفية خلقه الأشياء المختلفة في الزمان المتحد، وذلك ممتنع على غيره، فقال :﴿إِنما أمره...﴾ الآية، فيحدث من غير توقف، فمَن رفع " فيكونُ "، فلأنه جملة من مبتدأ وخبر، أي : فهو يكون. ومَن نصب فللعطف على " يقول ". والمعنى : أنه ليس ممن يلحقه نصَب ولا مشقة، ولا يتعاظمه أمر، بل إيجاد المعدومات، وإعدام الموجودات، عليه أسرع من لمح البصر هـ.
﴿فسبحان﴾ تنزيهاً له مما وصفه به المشركون، وتعجيب مما قالوا، ﴿الذي بيده ملكوتُ﴾ أي : ملك ﴿كُلِّ شيءٍ﴾ والتصرُّف فيه على الإطلاق. وزيادة الواو والتاء ؛ للمبالغة، أي : مالك كلّ شيء، ﴿وإِليه تُرجَعُون﴾ بالبعث للجزاء والحساب.


الصفحة التالية
Icon