الإشارة : تنسحب الآية من طريق الإشارة على مَن رام النهوض إلى الله، بصحبة الرجال في طريق التجريد، فينهاه رفقاؤه، فيخالفهم، وينهض إلى الله، فإذا كان يوم القيامة رُفع مع المقربين، فيقول لهم : إني كان قرين يُنكر طريقَ الخصوص، وينهاني عن صحبتهم، فيطلع عليه، فيراه في أسفل الجنة، مع عامة أهل اليمين، فيحمد الله على مخالفته، ويقول : لولا نعمةُ ربي لكنتُ من المحضَرِينَ معك. قال القشيري : فيقول الوليُّ له : إن كدتَّ لتُردين، لولا نعمةُ ربي. نطقوا بالحق، ولكنهم لم يُصَرِّحوا بعين التوحيد ؛ إذ جَعَلوا الفضلَ واسطة، والأَوْلى أن يقول : ولولا ربي لكنتُ من المحضَرين. ثم يقول : لمثل هذا فليعملِ العاملون. ثم قال : فإذا بدت شظيةٌ، من الحقائق، أو ذَرةٌ من نسيم القربة، فبالحريِّ أَن يقول القائل : لمِثل هذا الحال تُبذلُ الأرواحُ، وأنشدوا :
١٧٥
على مِثْلِ ليلى يَقْتُلُ المرءُ نَفْسَه
وإِن بات من ليلى على اليأس طاويا
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٧٤


الصفحة التالية
Icon