﴿فلولا أنه كان من المسبِّحينَ﴾ من الذاكرين كثيراً بالتسبيح، أو : من القائلين :﴿لآَّ إِلَهَ إِلآَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مَنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء : ٨٧] أو : من المصلين قبل ذلك ؛ قال ابن عباس رضي الله عنه : كل تسبيح في القرآن فهو صلاة. قال الحسن : ما كان له صلاة في بطن الحوت، ولكنه قدّم عملاً صالحاً فنجَّاه، وإنَّ العمل الصالح يرفع صاحبه، إذا عَثَرَ وجد متكئاً. هـ. أي : فلولا طاعته قبل ذلك ﴿لَلَبِثَ في بطنه إِلى يوم يُبعثون﴾ قيل : للبث حيًّا إلى يوم البعث. وعن قتادة : لكان بطن الحوت قبراً له إلى يوم القيامة. وقد لبث في بطنه ثلاثة أيام، أو : سبعة أو : أربعين يوماً. وعن الشعبي : التقمه ضحوة، ولَفَظَه عشية. قيل : أوحى الله تعالى إلى الحوت : إني جعلت بطنك ليونس سجناً ـ وفي رواية : مسجداً ـ ولم أجعله لك طعاماً. هـ.
﴿
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٩٠
فَنَبَذْناه﴾
أي : أخرجناه ﴿بالعراءِ﴾ بالمكان الخالي، لا شجر فيه ولا نبات. أو : بالفضاء، ﴿وهو سقيم﴾ عليل مطبوخ، مما ناله من بطن الحوت. قيل : إنه عاد بدنه كبدن الصبي حين يُولد. ﴿وأنبتنا عليه شجرةً﴾ أي : أنبتناها فوقه، مُظلة كما يطنَّب البيتُ
١٩٠


الصفحة التالية
Icon