وعهد المحبين لا ينقضي>> صددت فكنت مليح الصدود
وأعرضتَ أُفديك من معرض>> وفي حالة السخط لا في الرضا
بيان المحب من المُبغض
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٩٠
وفيها أيضاً : الحث على الشفقة على عباد الله، وإن كانوا عصاة. قال القشيري : وفي القصة : أن الله تعالى أوحى إلى يونس بعد نجاته : قُلْ لفلانٍ الفَخَّار : يَكْسِرَ من الجرات ما عمله في هذه السنة كلّها، فقال يونس : يا ربِّ، إنه تعنَّى مدة في إنجاز ذلك، فكيف آمُره يكسرها كلّها ؟ فقال له : يا يونس، يَرِقُّ قلبُك لخزاف يُتْلِفُ عَمَلَ سنةٍ،
١٩١
وأردتَ أن أُهْلِكَ مائةَ ألفٍ من عبادي ؟ لم تخلقهم، ولو خَلَقْتَهم لرحمتهم. هـ.
ثم وبَّخ قريشاً على قولهم : الملائكة بنات الله بعد ذكر هلاك مَن كفر من الأمم قبلهم، تهديداً.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٩٠
يقول الحق جلّ جلاله :﴿فاسْتَفتهم ألِرَبِّكَ البناتُ ولهم البنونَ﴾ أَمَرَ رسولَه أولاً في أول السورة باستفتاء قريش على وجه إنكار البعث، بقوله :﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً﴾ [الصافات : ١١] ثم أمره هنا باستفتائهم عن وجه القسمة الضّيزى التي قسموها، بأن جعلوا لله الإناث، ولهم الذكور في قولهم : الملائكة بنات الله، مع كراهتهم لهن، واستنكافهم من ذكرهن، وليس من باب العطف النحوي، خلافاً للزمخشري.
﴿أَمْ خلقنا الملائكةَ إِناثاً وهم شاهدون﴾ حاضرون حتى تحققوا أنهم إناث. وتخصيص علمهم بالمشاهدة استهزاء بهم، وتجهيل لهم، لأنهم كما لم يعلموا ذلك مشاهدةً، لم يعلموه بخلق الله علمه في قلوبهم، ولا بإخبار صادق، ولا بطريق استدلال ونظر، بل بمجرد ظن وتخمين، وإلقاء الشيطان إليهم. أو : معناه : أنهم يقولون ذلك عن طمأنينة نفس ؛ لإفراط جهلهم، كأنهم شاهدوا خلقهم.