الإشارة :" حم " أي : بحلمي ومجدي تجليت في كلامي، المنزل على حبي، وهو تنزيل الكتاب من الله العزيز، المُعزّ لأوليائه، العليم بما كان وما يكون منهم، فلا يمنعه عِلمُه عما سَلَفَ من قضائه. غافرُ الذنب لمَن أَصَرَّ واجْتَرَم، وقابلُ التوب لمَن تاب واحتشم، شديد العقاب لمَن جَحَدَ وكفر، ذي الطول لمَن توجه ووصل، ويقال : غافر الذنب للغافلين، وقابل التَّوب للمتوجهين، شديد العقاب للمنكرين، ذي الطول للعارفين الواصلين. لا إله إلا هو، فلا موجود معه، إليه المصير بالسير في ميادين النفوس، حتى يحصل الوصول إلى حضرة القدوس. ما يُجادل في آيات الله، وهم أولياء الله، الدالون على الله، إلا أهلُ الكفر بوجود الخصوصية. قال القشيري : إذا ظهر البرهانُ، واتَّضح البيانُ استسلمَت الألبابُ الصاحيةُ للاستجابة والإيمان. وأمَّا أهلُ الكفر فلهم على الجحود إصرارٌ، وشُؤْمُ شِرْكهم يحولُ بينهم وبين الإنصاف، وكذلك مَن لا يحترم أولياء الله، يُصرُّون على إنكارهم تخصيصَ الله عباده بالآيات، ويعترضون عليهم بقلوبهم، فيُجادلون في جَحْدِ الكرامات، وسيفتضحون، ولكنهم لا يُميزون بين رجحانهم ونقصانهم. هـ.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٨٦
يقول الحق جلّ جلاله :﴿كذَّبتْ قبلهم قومُ نوحٍ﴾ نوحاً، ﴿والأحزابُ﴾ أي : الذين تحزّبوا على الرسل، وناصبوهم العداوة، ﴿من بعدِهم﴾ أي : من بعد قوم نوح، كعاد، وثمود، وقوم لوط، وأضرابهم، ﴿وهَمَّتْ كلُّ أُمَّةٍ﴾ من تلك الأمم الماضية ﴿برسولهم ليأخذوه﴾ ؛ ليتمكنوا منه، فيُصيبوا ما أرادوا من تعذيب أو قتل. والأخذ : الأسر.
٢٨٩


الصفحة التالية
Icon