﴿يعلم خائنةَ الأعين﴾ أي : النظرة الخائنة، كاستراق النظر إلى ما لا يحلّ. قيل : فيه تقديم وتأخير، أي : الأعين الخائنة، وقيل : مصدر، كالعافية، أي : خيانة الأعين. قال ابن عباس رضي الله عنه : هو الرجل يكون جالساً مع القوم، فتمر المرأة، فيسارقهم النظر إليها. هـ. وقال ابن عطية : متصل بقوله :﴿سريع الحساب﴾، فيحاسب على خيانة الأعين، وقالت فرقة : متصل بقوله :﴿لا يَخفى على الله منهم شيء﴾، وهذا حسن، يُقويه تناسب المعنيَيْن، ويُبعده بعدُ الآية من الآية، وكثرة الحائل. والحاصل : أنه متصل بما تقدّم من ذكر الله ووصفه، واعترض في أثناء ذلك بوصف القيامة لما استطرد إليه من قوله :﴿ليُنذر يوم التلاق﴾ الآية. قاله المحشي. ﴿و﴾ يعلم ﴿ما تُخفي الصدورُ﴾ أي : ما تُكنّه من خيانة وأمانة. وقيل : هو أن ينظر إلى أجنبية بشهوةٍ مسارقة، ثم يتفكّر بقلبه في جمالها، ولا يعلم بنظرته وفكرته مَن حَضرَه، والله يعلم ذلك كله.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٩٨


الصفحة التالية
Icon