وقوله تعالى :﴿وهو الوليّ﴾ قال القشيري في شرح الأسماء : الولي هو المتولي لأحوال عباده، وقيل معناه : المناصر، فأولياء الله أنصار دينه، وأشياع طاعته، والوليّ في صفة العبد : هو مَن يواظب على طاعة ربه، ومن علامات مَن يكون الحق سبحانه وليَّه : أن يصونه ويكفيه في جميع الأحوال، ويؤمنه، فيغار على قلبه أن يتعلق بمخلوق في دفع شر أو جلب نفع، بل يكون سبحانه هو القائم على قلبه في كل نَفَس، فيحقق آماله عند إشارته، ويجعل مآربه عند خطراته. ومن أمارات ولايته لعبده : أن يديم توفيقه، حتى لو أراد سوءاً، أو قصد محظوراً، عصمه من ارتكابه. ثم قال : ومن أمارات ولايته : أن يرزقه مودة في قلوب أوليائه. هـ. قلت :" جعل مآربه عند خطراته : ليس شرطاً ؛ لأن هذا من باب الكرامة، ولا يشترط ظهورها عند المحققين. ورَوى أنس عن النبي ﷺ عن جبريل، عن ربه ـ عزّ وجل ـ قال :" مَن أهان لي وليّاً فقد بارزني بالمحاربة، وإني لأسرع شيء إلى نصرة أوليائي، وإني لأغضب لهم، كما يغضب الليث الحَرِد " انظر بقية الحديث في الثعلبي.
٣٧٨
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٧٦