ثم قال لهما :﴿أَتعدانِني أن أُخْرَج﴾ أي : أُبعث وأُخرج من الأرض، ﴿وقد خَلَت القرونُ من قبلي﴾ ولم يُبعث أحد منهم، ﴿وهما يستغيثانِ اللّهَ﴾ يسألانه أن يُغيثه ويُوقفه للإيمان، أو يقولان : الغِياث بالله منك، ومن قولك، وهو استعظام لقوله، ويقولان له :﴿وَيْلكَ﴾ دعاء عليه بالثبور والهلاك، والمراد به : الحث والتحريضُ على الإيمان، لا حقيقة الهلاك، ﴿آمِنْ﴾ بالله وبالبعث ﴿إِنَّ وعدَ الله﴾ بالبعث والحساب ﴿حَقٌّ﴾ لا مرية فيه، وأضاف الوعد إليه - تعالى - تحقيقاً للحق، وتنبيهاً على خطئه، ﴿فيقول﴾ مكذّباً لهما :﴿ما هذا﴾ الذي تسميانه وعْد اللّهِ ﴿إلا أساطيرُ الأولين﴾ أباطيلهم التي سطروها في كتبهم، من غير أن يكون له حقيقة.
﴿
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٩١
أولئك الذين حقَّ عليهم القولُ﴾
وهو قوله تعالى لإبليس :﴿لأَمَّلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الأعراف : ١٨] كما يُنبئ عنه قوله تعالى :﴿في أمم قد خلت مِن قبلهم من الجن والإنس﴾ أي : في جملة أمم قد مضت، ﴿إِنهم كانوا خاسرين﴾ حيث ضيّعوا فطرتهم
٩٢
الأصلية، الجارية مجرى رؤوس أموالهم، باتباعهم الشيطان، وتقليداً بآبائهم الضالين.
﴿ولكلٍّ﴾ من الفريقين المذكورين، الأبرار والفجار، ﴿درجاتٌ مما عملوا﴾ أي : منازل ومراتب من جزاء ما عملوا من الخير والشر، ويقال في جانب الجنة : درجات، وفي جانب النار : دركات، فغلب هنا جانب الخير.


الصفحة التالية
Icon