﴿فهل عسيتم إِن توليتم أن تُفسداو في الأرض وتقطِّعوا أرحامكم﴾ أي : فلعلكم إن أعرضتم عن دين الله وسنّة رسول الله ﷺ أن ترجعوا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية من الإفساد في الأرض، بالتغاور والتناهب، وقطع الأرحام، بمقاتلة بعض الأقارب بعضاً، أو : فهل عسيتم إن توليتم أمور الناس وتأمّرتم عليهم أن تُفسدوا في الأرض، تَفاخراً على الملك، وتهالكاً على الدنيا، فإن أحوالكم شاهدة بذلك من خراب الدين، والحرص على الدنيا. قال في الحاشية الفاسية : والأشهر أنه من الولاية، أي : إن وُليتم الحكم، وقد جاء حديث أنهم قريش ؛ أخذ الله عليهم إن وُلوا أمر الناس ألا يُفسدوا، ولا يَقطعوا الأرحام، قاله ابن حجر. هـ.
وخبر " عسى " :" أن تُفسدوا " والشرط اعتراض بين الاسم والخبر، والتقدير : فهل عسيتم أن تُفسدوا في الأرض إن توليتم. تقول : عسى يا فلان إن فعلت كذا أن يكون كذا، فهل عسيتَ أنت ذلك، أي : فهل توقعت ذلك ؟ ﴿أولئك﴾ المذكورون، فالإشارة إلى المخاطبين، إيذاناً بأن ذكر مساوئهم أوجبَ إسقاطَهم عن رتبة الخطاب، وحكاية أحوالهم الفظيعة لغيرهم، وهو مبتدأ، وخبره :﴿الذين لعنهم اللّهُ﴾ أبعدهم عن رحمته، ﴿فأصَمَّهم﴾ عن استماع الحق والموعظة لتصاممهم عنه بسوء اختيارهم، ﴿وأعمى أبصارهم﴾ لتعاميهم عما يُشاهدونه من الآيات المنصوبة في الأنفُس والآفاق.
﴿أفلا يتدبرون القرآن﴾ فيعرفون ما فيه من المواعظ والزواجر، حتى لا يقعوا فيما
١٢٢