الإشارة : لكل جيل من الناس يبعث اللّهُ مَن يُذكِّرهم، ويدعوهم إلى الله، بمعرفته، أو بإقامة دينه، ليدوم الإيمان بالله ورسوله، ويحصل النصر والتعظيم للدين إلى يوم الدين، ولولا هؤلاء الخلفاء لضاع الدين، وقوله تعالى :﴿إنَّ الذين يُبايعونك﴾ الآية، قال الورتجبي : ثم صرَّح بأنه عليه السلام مرآة لظهور ذاته وصفاته، وهو مقام الاتصاف بأنوار الذات والصفات في نور الفعل، فصار هو هو، إذا غاب الفعل في الصفة، وغابت الصفة في الذات. فقال :﴿إن الذين يُبايعونك...﴾ الآية. وإلى ذلك يُشير الحلاّج وغيره. وقال في القوت : هذه أمدح آية في كتاب الله عزّ وجل، وأبلغ فضيلة فيه لرسول الله ﷺ، لأنه جعله في اللفظ بدلاً عنه، فيقول : لله، وليس هذا من الربوبية للخلق سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم. هـ.
وقال الحسن بن منصور الحلاج : لم يُظهر الحق تعالى مقام الجمع على أحد بالتصريح إلا على أخص نسَمِهِ وأشرفه، فقال :﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله﴾. هـ.
١٣٦


الصفحة التالية
Icon