﴿إِنما المؤمنون إِخوةٌ﴾ أي : منتسبون إلى أصل واحدٍ، وهو الإيمان المُوجب للحياة الأبدية، فيجب الاجتهاد في التآلف بينهما لتحقُّق الأخوة. والفاء في قوله :﴿فأصْلِحوا بين أخوَيكم﴾ للإيذان بأنّ الأخوة الدينية موجبة للإصلاح. ووضع المظهر مقامَ المضمر مضافاً إلى المأمورين للمبالغة في تأكيد وجوب الإصلاح والتحضيض عليه، وتخصيص الاثنين بالذكر ؛ لإثبات وجوب الإصلاح فيما فوق ذلك بطريق الأَولى ؛ لتضاعف الفتنة والفساد فيه. وقيل : المراد بالأخَويْن : الأوس والخزرج. وقرأ يعقوب :" إخوتكم " بالجمع. ﴿واتقوا الله﴾ فيما تأتون وتذرون، التي من جملتها : الإصلاحُ بين الناس ﴿لعلكم تُرحمون﴾ راجين أن تُرحموا على تقواكم، لأن التقوى تحملكم على التواصل والائتلاف، وهو سبب نزول الرحمة.


الصفحة التالية
Icon