وقال ﷺ :" إن المستهزئين بالناس يُفتح لأحدهم باب من الجنة، فيُقال لأحدهم : هلم، فيجيء بغمه وكربه، فإذا جاء أُغلق دونه، ثم يُفعل به هكذا مراراً، من بابٍ إلى باب، حتى يأتيه الإياس " بالمعنى من البدور السافرة.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٦٧
يقول الحق جلّ جلاله :﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنِبوا كثيراً من الظن﴾ أي : كونوا في جانب منه، يقال : جنَّبه الشرّ إذا أبعده عنه، أي : جعله في جانب منه، و " جنّب " يتعدى
١٦٩
إلى مفعولين، قال تعالى :﴿وَاجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ﴾ [إبراهيم : ٣٥]، ومطاوعُه، اجتنب، ينقص مفعولاً، وإبهام " الكثير " لإيجاب التأمُّل في كل ظن، حتى يعلم من أي قبيل هو، فإنَّ مِن الظن ما يجب اتباعُه ؛ كالظن فيما لا قاطع فيه من العمليات، وحسن الظن بالله تعالى، ومنه ما يُحرم، وهو ما يُوجب نقصاً بالإلهيات والنبوات، وحيث يخالفه قاطع، وظن السوء بالمؤمنين، ومنه ما يُباح، كأمور المعاش.
﴿إِنَّ بعض الظن إِثمٌ﴾ تعليل للأمر بالاجتناب، قال الزجاج : هو ظنّك بأهل الخير سوءاً، فأما أهل الفسق فلنا أن نظنّ بهم مثل الذي ظهر عليهم، وقيل المعنى : اجتنبوا اجتناباً كثيراً من الظن، وتحرّزوا منه، إن بعض الظن إثم، وأَوْلى كثيرُه، والإثم : الذنب الذي يستحق صاحبه العقاب، وفي الحديث عنه ﷺ :" إياكم والظن، فإن الظنَّ أكذبُ الحديث "، فالواجب ألاَّ يعتمد على مجرد الظن، فيعمل به، أو يتكلم بحسبه.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٦٩


الصفحة التالية
Icon