ويروى : أن كتب أهل الأديان من التوراة في الإنجيل والزبور لا يتلوها أهلها إلا نظراً، ولا يحفظونها ظاهراً كالقرآن، وفي القوت : مما خصَّ اللّهُ به هذه الأمة ثلاثة أشياء : حفظ كتابنا هذا، إلا ما ألهم اللّهُ عزيزاً من التوراة بعد أن كان بختنصّر أحرق جميعها، ومنها : تبقية الإسناد فيهم، يأثره خلف عن سلف، متصلاً إلى نبينا ﷺ، وإنما كان يستنسخون الصُحف، كلما خلقت صحيفة جُددت، فكان ذلك أثرة العلم فيهم، والثالثة : أن كان مؤمن من هذه الأمة يُسأل عن علم الإيمان، ويُسمع قوله مع حداثة سنه، ولم يكن مما مضى يسمعون العلم إلا مِن الأحبار والقسيسين والرهبان. وزاد رابعة : وهي ثبات الإيمان في قلوبهم، لا يعتوره شك، ولا يختلجه شرك، مع تقليب الجوارح في المعاصي. وقد قال قوم موسى :﴿اجْعَلْ لَّنَآ إِلَـاهاً﴾ [الأعراف : ١٣٨] بعد أن رأوا الآيات العظيمة، من انفلاق البحر وغيره. هـ. قال أبو السعود : وحمل تيسيره على حفظه لا يساعده المقام. هـ.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٥٤


الصفحة التالية
Icon