قال تعالى :﴿سيعلمون غداً﴾ أي : عن قريب، وهو عند نزول العذاب بهم، أو يوم القيامة، ﴿مَن الكذّابُ الأشِرُ﴾ أصالح أم مَن كذّبه ؟ وقرأ الشامي وحمزة بتاء الخطاب، على حكاية ما قاله صالح مجيباً لهم. ﴿إِنا مرسلوا الناقةِ﴾ باعثوها ومخرجوها من الهضبة كما سألوا، ﴿فتنةً لهم﴾ ابتلاءً وامتحاناً لهم، مفعول له، أو : حال، ﴿فارتقبهم﴾ فانتظرهم وتبصّر ما هم صانعون ﴿واصْطَبر﴾ على أذاهم، ولا تعجل حتى ياتيك أمري.
﴿
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٥٨
ونَبِّئهم أنَّ الماءَ قِسْمةٌ بينهم﴾
مقسوم بينهم، لها شِرْب يوم، ولهم شِرْب يوم، وقال :" بينهم " تغليباً للعقلاء. ﴿كُل شِرْبِ مُحتَضَرٌ﴾ محضور، يحضر القوم الشرب يوماً، وتحضر الناقة يوماً، ﴿فنادَوا صَاحِبَهم﴾ قُدَار بن سالف، حُمير ثمود، ﴿فتعاطَى﴾ فاجترأ على تعاطي الأمر العظيم، غير مكترث به، ﴿فعَقَرَ﴾ الناقة، أو : فتعاطى الناقة فعقرها، أو : تعاطى السيف فقتلها، والتعاطي : تناول الشيء بتكلُّف. وقال أبو حيان : هو مضارع عاطا، وكأنّ هذه الفعلة تدافعها الناس بعضهم بعضاً، فتعاطاها قدار وتناول العقر بيده.
٢٥٨


الصفحة التالية
Icon