﴿كُلُّ مَن عليها﴾ على الأرض ﴿فانِ ويبقى وجهُ ربك﴾ أي : ذاته، قال القشيري : وفي بقائه سبحانه خَلَفُ من كلِّ تلفٍ، وتسليةٌ للمؤمنين عما يُصيبهم من المصائب، ويفوتهم من المواهب. هـ. ﴿ذو الجلال﴾ ذو العظمة والسلطان، ﴿والإِكرام﴾ أي : الفضل التام بالتجاوز والإحسان. وهذه الصفة من عظم صفات الله تعالى، وفي الحديث :" ألظوا - أي : تعلقوا - بيا ذا الجلال والإكرام " يعني : نادوه به، يُقال : ألظ بالمكان : إذا أدام به، وألظ بالدعاء : إذا لزمه، وروي أنه ﷺ مرّ برجل يُصلِّي، ويقول : يا ذا الجلال والإكرام، فقال :" قد استُجيب لك " ﴿فبأي آلاء ربكما تُكَذِّبان﴾ فإنَّ إفناءهم وإخراجهم من ضيق هذه الدار الدنية، وإحياءهم وإبقاءهم في الدار الباقية في النعيم السرمدي من عظائم النِعم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٧٠
الإشارة : اختص مظهَر الإنسان عن سائر المظاهر باعتدال خلقته، لطافةً وكثافةً، معنىً وحسّاً، روحانيّاً وبشريةٌ، فلذلك فاقت معرفته إذا عرف سائر المخلوقات، بخلاف الجن والملائكة، اللطافةُ غالبة عليهم، فمَن كان منهم عارفاً لا تجده إلا متحرفاً، غالباً عليه الهيمان والسُكْر، وأمّا الآدمي فمَن غلبت رَوحانيتُه على صلصاليته، ومعناه على حسه، كان كالملائكة أو أفضل، ومَن غلبت طينتُه على روحانيته، وحسُّه على معناه، كان كالبهائم أو أضل.


الصفحة التالية
Icon