فيهما} أي : في الجنتين ﴿عينانِ تجريان﴾ حيث شاؤوا إلى الأعالي والأسافل. وعن الحسن : تجريان بالماء الزلال، إحداهما : التسنيم، والأخرى : السلسبيل، وقيل : بالماء والخمر، ﴿فبأي آلاء ربكما تُكذِّبان﴾، ﴿فيهما من كل فاكهةٍ زوجان﴾ صنفان، صنف معروف وصنف غريب، أو رطب ويابس. ﴿فبأي آلاء ربكما تُكَذِّبان﴾.
﴿متكئينَ﴾ نصب على المدح للخائفين، أو : حال منهم ؛ لأنّ مَن خاف في معنى الجمع، ﴿على فُرُش بطائنُها من إِستبرقٍ﴾ من ديباج ثخين، وحيث كانت بطائنها كذلك فما ظنك بظاهرها ؟ وقيل : ظاهرها سُندس، وقيل : من نور، وقيل : لا يعلمها إلاّ الله. والبطائن : جمع بطانة، وهو : ما يلي الأرض، والإستبرق معرَّب، ﴿وجَنَى الجنتين دانٍ﴾ أي : ما يجتنى من أشجارها من الثمار قريب، يناله القائم والقاعد والمضطجع. قال ابن عباس رضي الله عنه : تدنو الشجيرة حتى يجنيها وليُّ الله، إن شاء قائماً، وإن شاء قاعداً، وإن شاء مضطجعاً.
قال القشيري : وفي الخبر المسند :" مَن قال سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله،
٢٧٩


الصفحة التالية
Icon