﴿هل جزاءُ الإِحسان إِلاَّ الإِحسانُ﴾ هو استئناف مقرر لما فصّل قبله، أي : ما جزاء الإحسانِ في العمل إلاّ الإحسانُ في الثواب، قال أنس : قرأها النبي ﷺ فقال :" هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قال : هل جزاءُ مَن أنعمتُ عليه بالتوحيد إلاّ الجنة " وفي لفظ آخر :" هل جزاء مَن أنعمت عليه بتوحيدي ومعرفتي إلاّ أن أُسكنه جنتي وحظيرة قدسي برحمتي " أو : هل جزاء مَن قال " لا إله إلا الله " إلاَّ الجنة. قال السدي : هل جزاء الذين أطاعوا في الدنيا إلاّ الكرامة في الآخرة. وقال جعفر الصادق : هل جزاء مَن أحسنتُ إليه في الأزل إلاَّ حفظ الإحسان عليه في الأبد. قال الحسن : هي مسجلة - أي مطلقة - للبر والفاجر، للفاجر في دنياه، وللبَر في عُقباه. هـ. ﴿فبأي آلاء ربكما تُكذِّبان﴾.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٧٨
الإشارة :﴿ولمن خاف مَقام ربه﴾ فرَاقَبه، ثم شاهَده، ﴿جنتان﴾ جنة المعارف مُعجّلة، وجنة الزخارف معها مُؤجلة، أو : جنة المعارف لأرواحهم، وجنة الزخارف لأشباحهم. قال القشيري : جنتان : جنة مُعَجَّلة من حلاوة الطاعة ورَوْح القرب، ومؤجَّلة في الآخرة، وهي جنة الثواب، وهم مختلفون في جنان الدنيا على قدر تفاوت مقادير أحوالهم، كما يختلفون في الآخرة في درجاتهم. هـ. فجنة حلاوة الطاعة لأهل اليمين، وجنة روح القرب للمقربين. قال الورتجبي : جنتان : جنة المشاهدة وجنة المكالمة، جنة
٢٨٠
المحبة وجنة المكاشفة، جنة المعرفة وجنة التوحيد، جنة المقامات وجنة الحالات، جنة القلب وجنة الروح، جنة الكرامات وجنة المداناة. هـ. أو : جنة الوصال وجنة الكمال، أو : جنة الكمال وجنة التكميل، أو جنة الفناء وجنة البقاء، أو جنة البقاء وجنة الترقِّي إلى غير انتهاء.


الصفحة التالية
Icon