﴿فبأي آلاء ربكما تُكّذِبان مُدْهامَّتان﴾ خضراوان تميلان إلى السواد، من شدة الخضرة، وفيه إشعار بأنَّ الغالب على هاتين الجنتين النبات والرياحين المنبسطة على وجه الأرض، وعلى الأُوليين الأشجار والفواكه، ومَن اشتهى فيها شيئاً يُعطاه، ﴿فبأي آلاء ربكما تُكَذِّبان﴾ كرر التوبيخ مع ذكر الموصوف ومع صفته تنبيهاً على أنّ تكذيب كل من الموصوف والصفة حقيق بالإنكار، ﴿فيهما عينان نَضَّاختان﴾ فوّارتان بالماء، والنضخ أكثر من النضح - بالمهملة - وهو الرش، ﴿فبأي آلاء ربكما تُكذِّبان﴾.
﴿فيهما فاكهةُ ونخلٌ ورمانٌ﴾ عطف الأخيرين على الفاكهة عطف خاص على عام ؛ لفضلهما، فإنَّ ثمر النخل فاكهة وغذاء، والرمان فاكهة ودواء. قال أبو حنيفة : مَن حَلَفَ لا يأكل فاكهة فأكل رُماناً أو رطباً لم يحنث، وقوفاً مع ظاهر العطف، وعندنا الأَيمان مبنية
٢٨٢
على الأعراف، وهي تختلف باختلاف الأقطار. ﴿فبأي آلاء ربكما تُكَذِّبان﴾ ولا شيء منها يقبل الإنكار.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٨٢


الصفحة التالية
Icon