سورة الحديد
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٠٧
قلت : وقعت مادة التسبيح في القرآن بلفظ الماضي والمضارع والأمر والمصدر ؛ استيفاء لهذه المادة، فقال هنا :﴿سَبَّحَ﴾ وفي الجمعة :﴿يُسَبِّحُ﴾ [الجمعة : ١] و ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ [الأعلى : ١] و ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى﴾ [الإسراء : ١]. وهذا الفعل قد عُدّي باللام تارة، وبنفسه أخرى في قوله :﴿وَسَبِّحُوهُ﴾ [الأحزاب : ٤٢]، وأصله : التعدي بنفسه ؛ لأنّ معنى سبَّحته : بعّدته من السوء، من : سَبَح : إذا ذهب وبَعُد، فاللام إما أن تكون مثل اللام في : نصحته ونصحت له، وإما أن يراد بـ " سبَّح لله " : اكتسب التسبيح لأجل الله ولوجهه خالصاً. قاله النسفي.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿سَبَّح لله﴾ أي : نَزَّه اللّهَ عما لا يليق بجلاله، اعتقاداً، أو قولاً وعملاً، مَن استقر ﴿في السماوات والأرض﴾ مِن الملائكة والجن والإنس
٣٠٨