فاليومَ لا يُؤخذ منكم فديةٌ} فداء ﴿ولا من الذين كفروا﴾ جهراً، ﴿مأواكم النارُ﴾ أي : مرجعكم، لا تبرحون عنها أبداً ﴿هي مولاكم﴾ أي : المتصرفة فيكم تصرُّف المولى في ملكه، أو : هي أولى بكم، وحقيقة مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم، أو : ناصركم، على طريق :
تحيةٌ بينهم ضَرْبٌ وجِيعُ
فيكون تهكُّماً بهم، ﴿وبئس المصيرُ﴾ أي : النار.
الإشارة : يوم ترى المؤمنين والمؤمنات، الكاملين في الإيمان، الطالبين الوصول،
٣١٦
يسعى نورُهم، وهو نور التوجُّه بين أيديهم وبأيمانهم، فيهتدون إلى أنوار المواجهة، وهي المشاهدة، فيقال لهم : بُشراكم اليوم جنات المعارف، تجري من تحتها أنهار العلوم، خالدين فيها، ذلك هو الفوز العظيم. قال القشيري : قوله تعالى :﴿يسعى نورهم...﴾ الخ ؛ كما أنَّ لهم في العرصة هذا النور ؛ فاليومَ لهم نورٌ في قلوبهم وبواطنهم، يمشون في نورهم، ويهتدون به في جميع أحوالهم، قال ﷺ :﴿المؤمن ينظر بنور الله﴾، وقال تعالى :﴿فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر : ٢٢]. وربما سقط ذلك النورُ على مَنْ يَقْربُ إليهم، وربما يقع من ذلك على القلوب، فلا محالة لأوليائه هذه الخصوصية. هـ. قال الورتجبي : ونورُ الحق الذي ألبس العارف تخضع له الأكوان ومَن فيها، ومثله لسهل. فانظره مسْتوفٍ.


الصفحة التالية
Icon