قوله :﴿سابِقوا...﴾ الآية، فيه إغراء على النهوض إلى الله، وسرعة السير إلى الحق تعالى، التنافس في السبق، كما قال الشاعر :
السباقَ السباقَ قولاً وفعلاً
حَذَّر النفسَ حسرةَ المسبوق
حُكي عن أبي خالد القيرواني، وكان من العُبّاد، المجتهدين : أنه رأى خيلاً يسابقَ بها، فتقدمها فَرَسان، ثم تقدم أحدهما الآخر، ثم جدّ الثاني حتى سبق الأول، فتخلّل أبو خالد، حتى وصلَ إلى الفرس السابق، فجعل يُقبّله، ويقول : بارك الله فيك، صبرت فظفرت، ثم سقط مغشيّاً. هـ. قال الورتجبي : دعا المريدين إلى مغفرته بنعت الإسراع، يعني في قوله :﴿سارِعوا﴾ ودعا المشتاقين إلى جماله بنعت الاشتياق، وقد دخل الكل في مظنة الخطاب ؛ لأنّ الكل قد وقعوا في بحار الذنوب، حين لم يعرفوه حقّ معرفته، فدعاهم إلى التطهير برحمته من الغرور بأنهم عرفوه. هـ. أي : دعاهم إلى التطهير من
٣٢٤
الاغترار بمعرفته، وهي لم تحصل. والله تعالى أعلم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٢٢
قلت :﴿في الأرض﴾ : نعت لمصيبة، أي : كائنة في الأرض، و(في كتاب) : حال.


الصفحة التالية
Icon