واذكر ﴿يومَ يبعثهم اللهُ جميعاً﴾ أو : لهم ذلك العذاب ﴿يومَ يبعثهم اللهُ جميعاً﴾ أي : لا يترك أحداً منهم، أو مجتمعين في حال واحد وصعيدٍ واحد، ﴿فيُنَبئهم بما عمِلوا﴾ من القبائح، تخجيلاً لهم، وتشهيراً لحالهم، وتشديداً لعذابهم، فيتمنون حينئذ المسارعة إلى النار، لِما يلحقهم من الخزي على رؤوس الأشهاد، ﴿أحصاه اللهُ﴾ أحاط به عدداً، لم يفته منه شيء، والجملة استئناف بياني، كأنه قيل : كيف ينبئهم بما عملوا، وهي أعراض مُنقضية متلاشية، فقيل :﴿أحصاه اللهُ ونَسًوه﴾ أي : قد نسوه لأنهم تهاونوا به حين ارتكبوه وإنما تحفظ معظّمات الأمور. وهو حال أيضاً. ﴿واللهُ على كل شيءٍ شهيدٌ﴾ لا يغيب عنه شيء. والجملة اعتراض تذييلي، مقرِّرة لإحصائه تعالى.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٣٧
ثم استشهد على شمول شهادته تعالى، فقال :﴿ألم تَرَ أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض﴾ فهو كقوله تعالى :﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِى رَبِّهِ﴾ [البقرة : ٢٥٨]، ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾ [الشعراء : ٢٢٥] أي : ألم تعلم علماً مزاحماً
٣٣٨


الصفحة التالية
Icon