يقول الحق جلّ جلاله :﴿إِنّ الذين يُحادون اللهَ ورسولَه﴾ أي : يخالفونهما، ويجعلون بينهم وبينهما حدّاً، وهم حزب الشيطان المتقدم، ﴿أولئك في﴾ جملة ﴿الأذَلِّينَ﴾ لا ترى أحداً أذلّ منهم من الأولين والآخرين ؛ لأنّ ذِلة أحد المتخاصمين على قدر عزة الآخر، وحيث كانت عزة الله غير متناهية كانت ذلة مَن يُحاده كذلك. ﴿كتب اللهُ﴾ في اللوح وقضاه، وحيث جرى مجرى القسم أجيب بما يُجاب به، فقال :﴿لأغْلِبنَّ أنا ورسلي﴾ بالحجة والسيف، أو بأحدهما، وهو تعليل لِما قبله من كون مَن حاد الله في
٣٤٩
الأَذلِّين. ﴿إِنَّ الله قويٌّ﴾ على نُصرة أوليائه، ﴿عزيزٌ﴾ لا يمتنع عليه ما يريد.
الإشارة : كل مَن يُعادي أهلَ الله مخذول، عاقبته الذل في الدنيا والآخرة، ﴿كتب الله لأغْلِبَنَّ أنا ورسلي﴾ وخلفاؤهم من أولئك، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج : ٤٠]، إلاَّ مَن تعدّى منهم طورَه، كمَن تعرّض للظهور، وهو من أهل الباطن، فإنَّ القدرة تخدمه وتؤدبه ؛ لأنّ الباطن لا ينقلب ظاهراً، ولا عكسه. والله تعالى أعلم.
٣٥٠
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٤٩


الصفحة التالية
Icon