قيل للجنيد : أهل الجنة باقون ببقاء الحق ؟ فقال : لا، ولكنهم مُبْقَوْن ببقاء الحق، والباقي على الحقيقة من لم يزل، ولا يزال بقاياً. هـ.
والحاصل : أنه لا عدم بعد وجودهم بالله، ولا يكون إلا بعد الفناء عن أوصاف الخليقة، ووجود البشرية، بالاندراج في وجود الحق، ثم الحياة بحياته، والبقاء ببقائه أبداً، قاله في الحاشية الفاسية. والفرق بين الباقي والمبقى في كلام الجنيد : أن الباقي يدلّ على ثبوت بقائه مستقلاً، بخلاف المبقَى، لا وجود لبقائه، بل مبقى ببقاء غيره.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٥٦
وقال في قطب العارفين، لمَّا تكلم على التقوى : التقوى مطرد في وجوه كثيرة،
٥٨
تقوى الشرك، ثم تقوى المعصية، ثم تقوى فضل المباح، ثم تقوي كل ما يسترق القلوب عن الله تعالى، وإلى هذا الصنف الإشارة بسر قوله تعالى :﴿إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون...﴾ الآية. هـ. وعنه ﷺ :" مَن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " ذكره في الجامع، وفي فضلها أحاديث، تركتها.
٥٩
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٥٦


الصفحة التالية
Icon