فطاف عليها} أي : على الجنة ﴿طائف من ربك﴾ أي : نزل عليها بلاء من جهته تعالى، قيل : أنزل الله عليها ناراً فأحرقتها، وقيل : طاف بها جبريل، لأنه الموكل بالخسف، فاقتلعها، وطاف بها حول البيت، ثم وضعها بالطائف، وليس بمكة وما قرب منها بستان غيرها، وهي مدينة الطائف. انظر اللباب. ﴿وهم نائمون﴾ أي : في حال نومهم، أو : غافلون عما جرت به المقادير، ﴿فأصبحتْ﴾ أي : فصارت الجنة ﴿كالصَّرِيم﴾ ؛ كالبستان الذي صرمت ثماره، بحيث لم يبقَ فيها شيء، وقيل : كالليل المُظلم، احترقت فاسودّت، أو : كالصبح، أي : صارت أرضاً بيضاء بلا شجر. وفي القاموس : الصريم : الأرض المحصود زرعها، والصبح والليل. هـ.
﴿فَتَنَادَوا﴾ أي : نادى بعضُهم بعضاً ﴿مصبحين﴾ ؛ داخلين في الصباح :﴿أَنِ اغْدوا﴾ أي : اخرجوا غدوه ﴿على حَرْثِكم﴾ ؛ بستانكم وضيعتكم، وتعدية الغدو بـ " على " لتضمنه معنى الإقبال والاستيلاء، ﴿إِن كنتم صارمين﴾ ؛ قاصدين الصرم. ﴿فانطلقوا وهم يتخافتون﴾ ؛ يتساررون فيما بينهم بطريق المخافتة، لئلا يسمع المساكين ﴿أن لا يدخلنَّها﴾ أي : الجنة، و " أن " مفسرة، أي : قائلين في تلك المخافتة : لايدخلنها ﴿اليومَ عليكم مسكين﴾، والنهي عن دخول المساكين نهي عن التمكين على وجه المبالغة، أي : لا تُمكنوهم من الدخول. ﴿وغَدَوا على حَرْدٍ﴾ ؛ على جِدٍّ في المنع ﴿قادرين﴾ عند أنفسهم على المنع، كذا عن نفطوية، من قولهم : حردت الإبل إذا قلَّت ألبانها فمنعتها، و " حاردت السنة " إذا كانت شهباء، من قلة مطرها، أو : الحرد : القصد والسرعة، يقال : حَرَدَ حَرْده، أي : قصد قصده، قال الشاعر :
١١١
أقْبَلَ سَيْلٌ جاء من أَمْرِ الله
يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنةِ المُغِلَّهْ


الصفحة التالية
Icon