الإشارة : طبعُ الإنسان من حيث هو : الجزع والهَلع، لخراب الباطن من النور، إلاّ أهل التوجه، وهم مَن مَنَّ اللهُ عليهم بصُحبة أهل الغنى بالله، وهم الذين ذّكَرَ اللهُ بقوله :﴿على صلاتهم دائمون﴾ أي : صلاة القلوب، وهي دوام الحضور مع الحق، باستغراق أفكارهم في أسرار التوحيد، وهو مقام الفناء في الذات، فهم الذين تطهَّروا من الهلع لِما باشر قلوبَهم من صفاء اليقين، فمَن لم يبلغ هذا لا ينفك طبعه عن الهلع والطمع، ولو بلغ ما بلغ. قيل لبعضهم : هل للقلوب صلاة ؟ قال : نعم إذا سجد لا يرفع رأسه أبداً. هـ. أي : إذا واجهته أنوارُ المواجهة خضع لها على الدوام، ﴿والذين في أموالهم﴾ أي : فيما منحهم اللهُ من العلوم والأسرار، حق معلوم للسائل، وهو طالب الوصول، والمحروم، وهو طالب التبرُّك، لكثرة علائقه، أو : لضعف همته، أو : للسائل، وهو مَن دخل تحت تصرفهم، والمحروم : مَن لم يدخل في تربيتهم، فله حق، بإرشاده إلى ما يصلحه مما يقدر عليه وينفعه. والذين يُصدِّقون بيوم الدين، فيجعلونه نُصب أعينهم، فيجتهدون في الاستعداد له.
١٣٩