يقول الحق جلّ جلاله :﴿فَمَالِ الذين كفروا﴾، وكُتب مفصولاً اتباعاً للمصحف، أي : أيُّ شيء حصل لهم حتى كانوا ﴿قِبلك﴾ أي : حولَك ﴿مُهطِعينَ﴾ مُسرعين، مادّين أعناقهم إليك، مقبلين بأبصارهم عليك، ﴿عن اليمين وعن الشمال﴾ أي : عن يمينك وشمالك ﴿عِزينَ﴾ ؛ متفرقين فرقاً شتّى. جمع : عِزَة، وأصلها : عِزوة، من العزو، فعُوِّضت التاء من الواو، كأنّ كل فرقة تُعزى إلى غير مَن تُعزى إليه الأخرى. والعزة : الفرقة القليلة، ثلاثة أو أربعة. كان المشركون إذا رأوا رسولَ الله ﷺ يصلي في الكعبة يقومون من مجالسهم مسرعين إليه، ويُحلِّقون حوله حِلقاً حِلقاً، وفِرقاً فِرقاً، يستمعون ويستهزئون بكلامه ﷺ ويقولون : شاعر، كاهن، مفتر، ثم يقولون : إن دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد، فلندخلنها قبلهم، فنزلت :﴿أيَطْمَعُ كلُّ امرىءٍ منهم أن يُدخَلَ جنةَ نعيم﴾ بلا أيمان.
١٤٠


الصفحة التالية
Icon