﴿ما لكم لا ترجون لله وَقَاراً﴾ أي : لا تخافون لله عظمةً. قال الأخفش : الرجاء هنا : الخوف ؛ لأنّ مع الرجاء طرفاً من الخوف واليأس. والوقار : العظمة. وقال أبو السعود : الرجاء هنا بمعنى الاعتقاد. وجملة (ترجون) : حال من ضمير المخاطبين، و " لله " متعلق بمضمر، حال من (وقارا)، ولو تأخر لكان صفة له، أي : أيُّ سبب حصل لكم حال كونكم غير معتقدين لله تعالى عظمة موجبة للتعظيم بالإيمان والطاعة. هـ. أو : لا تأملون له توقيراً، أي : تعظيماً، والمعنى : ما لكم لا تكونون على حال تأملون فيه تعظيم الله إياكم في دار الثواب، ﴿وقد خَلَقَكم أطواراً﴾ في موضع الحال، أي : ما لكم لا تؤمنون بالله، والحال أنكم على حال منافية لِما أنتم عليه بالكلية، وهي أنكم تعلمون أنه
١٤٥
خلقكم أطواراً، أي : أحوالاً مختلفة، خَلَقَكم أولاً نُطفاً، ثم خلقكم علقاً، ثم مُضغاً، ثم عظاماً ولحماً، ثم إنساناً، ثم خلقاً آخر، وبعد ظهوره إلى هذا العالم يكون شباباً، ثم كهلاً، ثم شيخاً، بالتقصير في توقير مَن هذه شؤونه من القدرة القاهرة والإحسان التام، مع العلم بها، مما لا يكاد يصدر عن العاقل. والله تعالى أعلم.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٤٤


الصفحة التالية
Icon