﴿وأنه كان رجالٌ من الإِنس يعوذون برجالٍ من الجن﴾، كان الرجل من العرب إذا نزل بوادٍ قفرٍ وخافَ على نفسه، يقول : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه، يريد
١٥٣
الجن وكبيرهم، فإذا سمعوا بذلك استكبروا وقالوا : سُدنا الإنس والجنّ، وذلك قوله تعالى :﴿فزادوهم﴾ ؛ زاد الإنسُ والجنَّ باستعاذتهم بهم ﴿رَهَقاً﴾ : طغياناً وسفهاً وتكبُّراً وعتواً، أو : فزاد الجنُّ والإنسَ رهقاً : إثماً وغيًّا ؛ بأن أضلوهم، حتى استعاذوا بهم. ﴿وأنهم﴾ أي : الجن ﴿ظنوا كما ظننتم﴾ يا أهل مكة ﴿أن لن يبعثَ اللهُ أحداً﴾ بعد الموت، أي : إنَّ الجن كانوا يُنكرون البعث كإنكاركم يا معشر الكفرة، ثم بسماع القرآن اهتدوا، وأقرُّوا بالبعث، فهلاّ أقررتم كما أقرُّوا ؟ ! أو : ظنوا ألن يبعث اللهُ رسولاً من الإنس. وبالله التوفيق.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٥٢