وأنَّا منا المسلمون} ؛ المؤمنون، ﴿ومنّا القاسِطون﴾ ؛ الجائرون عن طريق الحق، الذي هو الإيمان والطاعة، وهم الكفرة ﴿فمَن أسلم فأولئك تَحَروا رَشَداً﴾ ؛ طلبوا هدى. والتحرّي : طلب الأحرى، أي الأَولى، وجمع الإشارة باعتبار معنى " مَن "، ﴿وأمَّا القاسطون﴾ ؛ الحائدون عن الإسلام، ﴿فكانوا﴾ في علم الله ﴿لِجهنم حَطَباً﴾ ؛ وقوداً، وفيه دليل على أنَّ الجنِّي الكافر يُعذّب في النار وإن كان منها، والله أعلم بكيفية عذابه، وقد تقدّم أنّ المشهور أنهم يُثابون على طاعتهم بالجنة، قال ابن عطية : في قوله تعالى :﴿فمَن أسلم.. ﴾ الخ، الوجه فيه : أن تكون مخاطبة مِن الله لنبيه محمد ﷺ، ويؤيده ما بعده من الآيات. هـ.
١٥٧