﴿فإنه يَسْلُكُ﴾ ؛ يدخل ﴿مِن بين يديه﴾ أي : الرسول، ﴿ومِن خلفه﴾ عند إظهاره على غيبه، ﴿رَصَداً﴾ ؛ حفظة وحَرَساً من الملائكة يحفظونه من تعرُّض الشيطان، لما أظهره عليه من الغيوب، ويعصمونه من وساوسهم، وتخاليطهم حتى يُبلغ الوحي، ﴿ليعلم﴾ اللهُ عِلْمَ شهادة ﴿أن قد أَبلغوا﴾ أي : الرسل ﴿رسالات ربهم﴾ كاملة، بلا زيادة ولا نقصان، إلى المرسَل إليهم، أي : ليعلم ذلك على ظهور، وقد كان يعلم ذلك قبل وجوده. ووحّد الضمير في " يديه وخلفه " ؛ مراعاة للفظ (مَن)، وجمع في (أَبلَغوا) لمعناه، و " أن " مخففة من الثقيلة، واسمها : ضمير الشأن، والجملة خبرها، ﴿وأحاط﴾ الله تعالى ﴿بما لديهم﴾ أي : بما عند الرسل من العلم ﴿وأحْصَى كُلَّ شيءٍ عَدَداً﴾، من القطر، والرمل، وورق الأشجار، وزبد البحر، فكيف لا يحيط بما عند الرسل من وحيه وكلامه ؟ ! و " عدداً " : حال، أي : علم كلّ شيءٍ معدوداً محصوراً، أو مصدر، أي : أحصاه إحصاءً.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٥٩


الصفحة التالية
Icon