﴿فإِذا بَرِقَ البصرُ﴾ أي : تحيَّر، من : برق الرجل : إذا نظر إلى البرق فدهش بصره، وقرأ نافع بفتح الراء، وهي لغة، أو من البريق، بمعنى لمع من شدة شخوصه، ﴿وخَسَفَ القمرُ﴾ ؛ ذهب ضوؤه أو غاب، من قوله :﴿فَخَسَفْنَا بِهِ﴾ [القصص : ٨١] وقرىء : خُسف، بضم الخاء. ﴿وجُمعَ الشمسُ والقمرُ﴾ أي : جُمع بينهما، ثم يُكوّران ويُقذفان في النار، أو يُجمعان أسودين مكورين، كأنهما ثوران عقِيران. وفي قراءة عبد الله :" وجمع بين الشمس والقمر ". وقال عطاء بن يسار : يجمع بينهما يوم القيامة، ثم يقذفان في البحر، فيكونان نار الله الكبرى، أو : جمع بينهما في الطلوع من المغرب. ﴿يقول الإِنسانُ يومَئذٍ﴾ أي : حين تقع هذه الأمور العظام :﴿أين المفَرُّ﴾ أي : الفرار من النار، يائساً منه، والمراد بالإنسان : الكافر، أو : الجنس، لشدة الهول. قال القشيري : وذلك حين تُقاد جهنم بسبعين ألف سلسلة، كل سلسلة بيد سبعين ألف مَلَك، فيقول الإنسان : أين المفر ؟ فيقال :
١٨٦
لا مهرب من قضاء الله، " إلى ربك يومئذ المستقر "، أي : لا محيد عن حكمه. هـ. والمفر : مصدر، وقرأ الحسن بكسر الفاء، فيحتمل المكان أو المصدر.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٨٥


الصفحة التالية
Icon