نُريد منكم جزاءً ولا شُكوراً} أي : لا نطلب على طعامنا مكافأة هدية ولاثناءً، وهو مصدر : شكر شكراً وشُكوراً.
﴿إِنَّا نخافُ من ربنا﴾ أي : إنا لا نُريد منكم المكافأة لخوف عذاب الله على طلب المكافأة في الصدقة، أو : إنا نخاف من ربنا فنتصدّق لوجهه حتى نأمن من ذلك الخوف، ﴿يوماً عَبُوساً قمْطريراً﴾، وصف اليوم بصفة أهله، نحو : نهاره صائم. والقمطرير : الشديد العبوس، الذي يجمع ما بين عينيه، أي : نخاف عذاب يوم تعبس فيه الوجوه أشد العبوسة.
﴿
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٩٥
فوقاهم اللهُ شَرَّ ذلك اليوم﴾
؛ صانهم من شدائده، لسبب خوفهم وتحفُّظهم منه، ﴿ولَّقاهم﴾ أي : أعطاهم بدل عبوس الفجار ﴿نضرةً﴾ ؛ حُسناً في الوجوه ﴿وسُروراً﴾ في القلب، ﴿وجزاهم بما صبروا﴾ ؛ بصبرهم على مشاق الطاعات، ومهاجرة المحرمات، وإيثار الغير بالعطاء في الأزمات، ﴿جنةً﴾ ؛ بستاناً يأكلون منه ما يشاؤون ﴿وحَرِيراً﴾ يلبسونه ويتزينون به.


الصفحة التالية
Icon