قلت : ويُجاب بأنَّ هذا من باب الأحوال، وللصحابة في الإيثار أحوال خاصة بهم ؛ لشدة يقينهم رضي الله عنهم، وقد خرج الصدّيق رضي الله عنه عن ماله مِراراً، وقال :(تركت لأهلي الله ورسوله)، وكذلك فعل الصحابي الذي قال لامرأته : نوِّمِي صبيانك ليتعشّى ضيف رسول الله ﷺ الذي نزل فيه، ﴿وَيُؤْثِرُون عَلَى أَنفُسِهِمْ...﴾ [الحشر : ٩] الآية، وصاحب الأحوال معذور، غير أنه لا يُقتدى به في مثل تلك الحال، فإنكار الترمذي بما ذَكَر غير صحيح.
﴿
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٩٥
متكئين فيها﴾
؛ في الجنة، حال من " جزاهم "، والعامل جزاء، ﴿على الأرائك﴾ ؛ على الأسِرة في الحجال، ﴿لا يَرَون فيها شمساً ولا زمهريراً﴾ لأنه لا شمس فيها ولا زمهرير ـ أي : بردٌ ـ فظِلها دائم ؛ وهواها معتدل، لا حرَّ شمس يحمي، ولا شدّة بردٍ يؤذي، فالزمهرير : البرد الشديد، وقيل : القمر، في لغة طيء، أي : الجنة مضيئة لا يُحتاج فيها إلى شمس ولا قمر. وجملة النفي إمّا حال ثانية، أو : من المستكن في (متكئين).


الصفحة التالية
Icon