ثم بيّن ذلك اليوم، فقال :﴿ليوم الفصْلِ﴾ أي : أُجِّلت ليوم يفصل فيه بين الخلائق، وقال ابن عطاء : هو اليوم الذي يفصل فيه بين المرء وقرنائه وإخوانه وخِلاّنه، إلاّ ما كان منها للّه وفي الله. هـ. وهو داخل في الفصل بين الخلائق، وجزء من جزئياته، ﴿وما أدراك ما يومُ الفصل﴾ أي : أيّ شيء جعلك دارياً ما هو يوم الفصل، فوضع الظاهر موضع
٢٠٧
الضمير، تهويل وتفظيع لشأنه، ﴿ويل يومئذٍ للمكذِّبين﴾ بذلك اليوم، أي : ويل لهم في ذلك اليوم الهائل، و " ويل " أصله : مصدر منصوب بفعل سدّ مسده، لكن عدل به إلى الرفع على الابتداء، للدلالة على ثبات الهلاك ودوامه للمدعوّ عليه، و " يومئذ " ظرف له، و " للمكذِّبين " خبره، أي : الويل في ذلك اليوم حاصل لهم. قال ابن عطية : وأمّا تكرير قوله تعالى :﴿ويل يومئذ للمكذِّبين﴾ في هذه السورة، فقيل : لمعنى التأكيد فقط، وقيل : بل في كل آية منها ما يقتضي التصديق، فجاء الوعيد على التكذيب بذلك. هـ. وهذا الآخر هو الصواب، وسيأتي التنبيه عليه في كل آية.


الصفحة التالية
Icon