ثم بيَّن شأن ذلك اليوم إجمالاً، فقال :﴿يومَ لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً﴾ أي : لا تستطيع دفعاً عنها، ولا نفعاً لها بوجه، وإنما تملك الشفاعة به بالإذن، و(يوم) : مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو بدل من (يوم الدين)، ومَن نصب ؛ فبإضمار " اذكر "، كأنه قيل بعد تفخيم أمر يوم الدين وشويقه ﷺ إلى معرفته : اذكر يوم لا تملك نفس إلى آخره، فإنه يُدريك ماهو، ﴿والأمرُ يومئذ لله﴾ لا لغيره، فهو القاضي فيه وحده دون غيره، ولا شك أنَّ الأمر لله في الدارين، لكن لمّا كان في الدنيا خفياً، لا يعرفه إلاَّ العلماء بالله، وأمّا في الآخرة فيظهر المُلك لله لكل أحدٍ، خصّه به هناك. والله تعالى أعلم.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٥٦
٢٥٦


الصفحة التالية
Icon